ها قد اقترب موعد الولادة ليأتي ضيف جديد على أسرتك الصغيرة..
ولكن هل تشعرين بالقلق والخوف تجاه طفلك الأول؟
هل تتساءلين كيف سيواجه هذا الأمر, وتتردد في ذهنك ما سمعته من تجارب لأمهات أخريات وكيف أن أطفالهن الكبار أصيبوا بالغيرة والتأتأة أو التبول اللاإرادي؟
هل تخافين على ابنك/ ابنتك الأكبر؟
إن المشكلة في الحقيقة تعود إلى اعتياد الطفل الأول على الاستحواذ الكامل على اهتمام الأبوين, فقد يبدو الطفل الثاني كأنه المنافس الذي أتي ليأخذ منه الاهتمام والرعاية, وقد يسبب هذا الأمر مشكلات على المدى القصير والطويل لكلا الطفلين، وكذلك للآباء والأمهات على حد سواء.
وحل هذه المشكلة بين يديك, ويكمن في توزيع العطاء بين كلا الطفلين بما يناسب احتياجات كل طفل, وهناك طرق عديدة لإشعارهما بالحب والعطاء, الأمر يحتاج فقط إلى قليل من الخبرة والممارسة, وإليك هذه النصائح للتغلب على هذه المشكلة.
1- التمهيد للطفل الأول أثناء فترة الحمل
يجب أن تبدئي التمهيد لطفلك الأكبر بقدوم الطفل الثاني خلال فترة الحمل، لديك متسعًا من الوقت, ولكن لا تؤجلي التمهيد إلى ما بعد الولادة حتى يسهل على طفلك تقبل هذا الأمر, كما أن وقتك بعد الولادة ربما لن يتسع لهذا, وإليك بعض الأفكار التي تساعدك في هذه الأمر:
1- توضيح التغييرات التي ستحدث بعد ولادة الطفل الثاني مرارا وتكرارا بحيث يتم إعداد طفلك نفسيا لتقبل هذه الأمور, ولا يفضل إخبار الطفل الأكبر بأنه سيأتي من يلعب معه أو يشاركه اللهو, حتى لا يصاب بالإحباط عندما يجد الطفل الأصغر لا يقوى على اللعب والمشاركة, ولكن وضحي لطفلك أن الطفل الصغير سيظل لأسابيع لا يفعل شيئًا سوي الرضاعة والنوم والبكاء, ومن المهم أن توضحي لطفلك أن الصغار الرضع يبكون كثيرا , وأن هذا ليس ذنب طفلك الأكبر.
2- اشتري لطفلك دمية صغيرة, وعلميه كيف يهتم بها.
3- اسمحي لطفلك بمرافقتك إلي الطبيب لسماع نبضات قلب الجنين, أو لمشاهدته من خلال أشعة الموجات فوق الصوتية, مما يؤدي إلى ارتباط الطفل عاطفيا بأخيه القادم.
4- اجعلي طفلك يشارك في اختيار اسم للمولود, ويمكن القيام بذلك عن طريق توفير قائمة من الأسماء التي يختار من بينها.
5- قراءة القصص التي تتحدث عن المواليد الجديدة, واختاري قصصا تقدم وصفا واقعيا حول كيفية تصرف المواليد و وكذلك القصص التي تقدم نماذج إيجابية عن تصرف الطفل الأكبر, وتجنبي الكتب التي ترسم صورًا وردية غير واقعية.
2- احكي لطفلك عن يوم مولده
وضحي لطفلك أنه كان يوما ما طفلا صغيرا مولودا, واستخدمي الكلمات التي تناسب الفئة العمرية لطفلك، وتحدثي عن يوم مولده, وكيف أنه كان يوما مميزا, فإن هذا من شأنه أن يطمئن الطفل ويشعره بالأهمية, وقد يساعده أيضا على إدراك سعادتنا بقدوم هذا الطفل الجديد، وعدم الغيرة من ذلك.
3- الحفاظ على الروتين اليومي للطفل
حاولي الحفاظ على روتين طفلك الطبيعي خصوصا عقب الولادة حتى يشعر بأن الحياة تسير بشكل طبيعي, ولا يشعر بأن الطفل الجديد قد غير كل شيء, وتجنبي التغييرات الكبيرة قبل الولادة مباشرة وكذلك بعد الولادة, فتجنبي مثلا تعويد الطفل على التبول بمفرده , أوالاستغناء عن الحفاضات في مثل هذا التوقيت.
4- طرق إيجابية لتفاعل الطفلين معا
علمي طفلك كيف يتفاعل مع المولود الجديد, اجعليه يحمل المولود (بالطبع تحت إشرافك), وكذلك علميه الغناء للمولود, وأشعريه بالمسئولية تجاه هذا الطفل وكأنه المسئول عنه, فيتغلب على شعور الغيرة ولا يحس بأنه منافس له.
5- تجاهلي سلوك طفلك السلبي
قد يحاول طفلك لفت انتباهك من خلال ضرب الطفل الأصغر أو ربما قوله “لا أحب الطفل الجديد”, فالخطأ هو استجابتك المفرطة لهذا الأمر, بل حاولي بقدر الإمكان إهمال هذه التصرفات, حتى لا يعتاد طفلك على لفت انتباهك بهذا الأسلوب.
6- لا تؤثري الطفل الصغير دائما
في معظم الأحيان سينتظر طفلك الكبير تلبية حاجاته بينما ترضعين أو تهتمين بالطفل الصغير, فحاولي بين الحين والآخر أن تجعلي الطفل الصغير ينتظر قليلا, بينما أنت مشغولة بأمر ما يهم الطفل الكبير, حتى لا يشعر طفلك الأكبر بالغيرة والإهمال.
7- امدحي طفلك الأكبر
تحدثي إلى طفلك الصغير بوجود الأخ الأكبر, مشيرة إلى ما فعله الطفل الأكبر من أعمال مهمة, مثلا قولي له” انظر إلى أخيك الأكبر كيف تمكن من ربط حذائه بمفرده, أو كيف تمكن من ترتيب سريره, أو ساعدني و أحضر لي الماء” أو أي شيء من هذا القبيل, ثم قولي له أن أخيك الأكبر سيعلمك كل هذا عندما تكبر.
8- أنت وطفلك الأكبر فقط
اجعلي قليل من الوقت الخاص بك وبطفلك الأكبر فقط, فهذا سوف يساعد طفلك على الإحساس بأن هناك متسعا من الوقت لكما أنتما الاثنين فقط, فيمكنك قراء قصة له, أو الذهاب إلى مركز التسوق معا.
9- أسرة واحدة
تشاركوا الجلسة وافعلوا أشياء ممتعة كأسرة واحدة, فمن الضروري أن يشعر طفلك أن المولود الجديد هو جزء من العائلة, لأن الأطفال الصغار في بعض الأحيان لا يفهمون أن المولود الجديد سيبقى في هذا المنزل, ويمكنك التخطيط لنزهات عائلية حيث يمكن للجميع المشاركة, فهذا يعمق شعور الطفل بالمولود الجديد, وأنه أصبح جزء من هذه العائلة.