الحمد لله والصلاة والسلام علىأشرف خلق الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الديناما بعد
فإن أهم ما يعتنيبه المسلم في حياته اليومية , هو العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في جميعحركاته وسكناته وأقواله وأفعاله حتى ينظم حياته على سنة الرسول صلى الله عليه وسلمكلها من الصباح الى المساء .
قال ذو النون المصري : ( من علامة المحبة للهعز وجل , متابعة حبيبه صلى الله عليه وسلم في أخلاقه , وأفعاله , وأوامره وسننه قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم واللهغفور رحيم ) آل عمران :31
قال الحسن البصري : كان علامة حبهم إياه , إتباعسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .وإن منزلة المؤمن تقاس بإتباعه للرسول صلى الله عليهوسلم , فكلما كان تطبيقه للسنة أكثر كان عند الله أعلى وأكرم .
واليكن أخواتي بعض من هذه السنن التي اندثرت ولسنا نراها في واقعنا بل وربما لو قال لنا أحد أنها سنه لتملكا الاندهاش وهذا جميعه راجع إلى تقصيرنا والله المستعان ولعلي هنا أن أوجز شيء ليس لأنها هذه فقط بل كي لا أطيل عليكم و أمل مني أنكم ستبحثون عنها وتنقذونها من الاندثار ..
وأول هذه السنن
السنه في التنعَل... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم (إذا أنتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال ليكن اليمنى أولهما تعل وآخرهما تنزع) رواه البخاري ومسلم
قال النووي: ـ رحمه الله ـ يستحب البدأه باليمنى في كل ما كان من باب التكريم والنزاهه والنظافه ونحو ذلك كلبس النعل والخف والمداس والسراويل والكم وحلق الرأس وترجيله وقص الشارب ونتف الأبط والسواك والإكتحال وتقليم الأظافر والوضوء والغسل والتيمم ودخول المسجد والخروج من الخلاء ودفع الصدقة وغيرها من أنواع الدفع الحسنة وتناول الأشياء ونحو ذلك ويستحب البدأه باليسار فيما هو ضد السابق ... أ.هـ
السنه بعد شرب اللبن عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنآ فمضمض وقال : (إن له دسمآ) رواه البخاري
قال أبن حجر رحمه الله في الحديث بيان العلة في المضمضة من اللبن فيدل على أستحبابها من كل شيء دسم أ.هـ
ويؤخذ من ذلك أن المضمة مستحبه بعد أكل أوشرب كل ماله دسم فالحكم يدور مع علته فاستحباب المضمضة تدور مع عله الدسم
السنة عند النزول أو الصعود عن جابررضي الله عنهقال( :كنا إذا صعدنا كبرنا ، وإذا نزلنا سبحنا) . رواهالبخاري
وهذه السنه سهلة في لتطبيق في اليوم أكثر من مره نصعد اما درج او مصعد او أي مكان مرتفع وللأسف جميعنا نغفل عنها الا من رحم الله وقد جاء أقوال كثيره في مناسبة التكبير عند الصعود والتسبيح عند النزول لعلي أذكر منها ما رجحه العلماء مناسبة التكبير عند الصعود إلى المكان المرتفع أن الاستعلاء والارتفاع محبوب للنفوس لما فيه من استشعار الكبرياء ، فشرع لمن تلبَّس به أن يذكر كبرياء الله تعالى وأنه أكبر من كل شئ أما علة التسبيح فهي تنزيه الله تعالى من صفات الانخفاض.
سنة التسوك عند دخول المنزل عن عائشه رضي الله عنها ان الرسول صلى اللله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك رواه مسلم
وسنه السواك مفقودة عند النساء بالذات دون الرجال لذلك يجب علينا معشر النساء الرص عليها وامتثالها وقد ورد في الحث على السواك ما يقارب مئة حديث وهذا دليل على أهميته واستحبابه
ويتأكد استخدام السواك في مواضع جاء نص الأحاديث فيها من هذه المواضع :
ـ عند الوضوء وعند الصلاة لحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وصلاة وكل وضوء )
ـ عند دخول البيت للحديث السابق وعند قرأه القران لحديث ( إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك )رواه ابن ماجه
ـ وعند تغير رائحة الفم وعند الانتباه من النوم لحديث حذيفه أن الرسول صلى الله عليه وسلم ( اذا قام م الليل يشوص فاه بالسواك )متفق عليه
سنة المضمضة والاستنشاق بغرفة واحده عن ابن عباس رضي الله عنه قال
توضأ رسول اللهفأدخل يده في الإناء فاستنشق ومضمض مرة واحدة (متفق عليه
مثال ذلك: أن تغرف بيمينك الماء ثم تدنيه إلى الفم فتمضمض ثم ترفع الباقيإلى الأنف فتقسم هذه الكف ين المضمضة والاستنشاق ، وهذه الصورة يسميها العلماءبصورة الوصل .و عليه فإنك إذا تمضمضت و استنشقت ثلاثمرات فإنك تتمضمض و تستنشق بثلاثة غرفات شرح المختار الشنقيطي .
سنة الصلاة بالنعل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى في نعليه، وقال للصحابة لما خلع نعليه ذات يوم من أجل أذى فيهما وخلع الناس نعالهم، قال لهم صلى الله عليه وسلم لما سلم من صلاته
ما لكم خلعتم نعالكم؟ قالوا: رأيناك يا رسول الله خلعت نعليك فخلعنا نعالنا)فقال صلى الله عليه وسلم:إن جبريل أتاني فأخبرني أن بهما أذىوفي لفظ: قذراً فخلعتهما، فإذا أتى أحدكم إلى المسجد فلينظر فإن رأى في نعليه أذى فليمسحه ثم ليصل فيهما
والأمر في ذلك كما ذكره شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله واسع أي انه بالإمكان أن يحيي السنة بالقول بها و الأمر بها في حال الصلاة خارج المساجد مثلا في البر والأرض الخالية أو في مكان لا يترتب على وجود النعل أذية للمسلمين
سنة ركعتا القدوم من السفر عن كعب بن مالك رضي الله عه ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع من السفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتان
في هذا الحديث أنه يسن للمسافر صلاة ركعتين عند رجوعه من سفره قال الشيخ ابن عثيمين وما أظن أحد من الناس اليوم إلا من قليلا يستعمل هذه السنة وهذا لجهل الناس بها وإلا فهذه سنه سهله التطبيق