معرفة الله عز و جل - Knowing Allah
من أعظم شروط الدعاء الثقة بالله والتصديق له ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، والإيمان بأن الله هو الحق ولا يقول إلا الحق، والإخلاص لله سبحانه والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم مع الإيمان بأن الرسول عليه الصلاة والسلام بلغ الحق وهو الصادق فيما يقول.
وأن يأتي بذلك عن إيمان وثقة بالله ورغبة فيما عنده، وأنه سبحانه مدبر الأمور ومصرف الأشياء، وأنه القادر على كل شيء سبحانه وتعالى: لا عن شك ولا عن سوء ظن، بل عن حسن ظن بالله وثقة به، وأنه متى تخلف المطلوب فلعلة من العلل؛ فالعبد عليه أن يأتي بالأسباب، والله مسبب الأسباب، وهو الحكيم العليم. (وقد يحصل الدواء ولكن لا يزول الداء لأسباب أخرى جهلها العبد ولله فيها حكم سبحانه وتعالى، وهذا يشمل الدواء الحسي والمعنوي ؛ الحسي الذي يقوم به الأطباء من أدوية وعمليات ونحو ذلك، والمعنوي الذي يحصل بالدعاء والقراءة ونحو ذلك من الأسباب الشرعية، ومع هذا كله قد يتخلف المطلوب لأسباب كثيرة، منها: الغفلة عن الله سبحانه، ومنها: المعاصي ولا سيما أكل الحرام).
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك)) قالوا: يا رسول الله إذا نكثر قال: ((الله أكثر)) .
وبذلك يعلم المؤمن أن إجابته قد تؤجل إلى الآخرة لأسباب اقتضتها حكمة الله سبحانه، وقد يصرف عنه بأسباب الدعاء شر كثير بدلاً من أن يعطى طلبه، والله سبحانه وتعالى هو الحكيم العليم في أفعاله وأقواله وشرعه وقدره كما قال عز وجل: إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .