بقلم : عبد الحميد البلالي
في زيارة لأحد ملاجئ الأيتام في ولاية كشمير في مارس 2011م، والتي يقوم بالإشراف عليها بعض المؤسسات الإسلامية، لفت نظري طفل صغير أخبروني أنه هندوسي وليس مسلماً، فقلت لهم: هل يستقبل هذا الملجأ غير المسلمين؟ قالوا: نحن نستقبل جميع اليتامى. إن هذه النظرة الثاقبة في العمل الخيري، وهذا الأفق الرائع في إدارة مثل هذه المؤسسات، وهذه الشمولية في التعامل العادل مع الجميع له أكبر الأثر في انتشار التعاليم الإسلامية السمحة، وإعطاء الانطباع الإيجابي عن هذا الدين العظيم. إن مثل هذه النظرة التي يتبناها د.عبدالرحمن السميط تستوعب المسلمين وغير المسلمين في العمل الخيري هي أحد الأسباب الرئيسة، والتي أدخلت مئات الآلاف من الأفريقيين هذا الدين العظيم، بل أدخلت قبائل بكاملها في الإسلام. عندما نحرم الأديان الأخرى والملل المختلفة من قيمنا الإسلامية وأخلاقنا السماوية، ونقصر التعامل فيها مع المسلمين فحسب، فإننا نجرم بحق الناس، ونعطي أسوأ انطباع وأسوأ صورة عن إسلامنا. ونساهم في تنفير قطاع كبير من الناس عن الدخول في هذا الدين أو أخذ موقف سلبي من ديننا. وهذا ما نتعلمه من كتاب ربنا والذي كان الخطاب فيه في الكثير من الآيات »يا أيها الناس«؛ إشارة لمخاطبة الجميع، ودعوتهم لهذا الخير الذي يدعو إليه رب السماوات والأرض