حُكي أن امرأة دخلت على هارون الرشيد فقالت: أقرَّ الله عينك يا أمير المؤمنين، وفرَّحك بما أعطاك، لقد حكمتَ فقسطتَ.
فالتفتَ إلى الحاضرين من أصحابه وقال: أتدرون ما قالت هذه المرأة؟!
فقالوا: ما نراها قالت إلا خيراً!
فقال: ما أظنكم فهمتم ما قالت..
أما قولها: (أقرَّ الله عينك) أي: أسكنها عن الحركة؛ فعميت.
وقولها: (فرَّحك الله بما أعطاك) أخَذَتْه من قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} [الأنعام:44].
وقولها: (حكمتَ فقسطتَ) أخذته من قوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً} [الجن:15].
المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي